توحيد الأذان بحيث يكون من شخص واحد فقط ثم ينقل عن طريق الأقمار الصناعية أو المذياع إلى باقي المساجد أمر لا يجوز لأمور :
1- أن الأمر الثابت في الأحاديث جاء بأذان واحد من كل جماعة ، وليس أذان واحد لكل جماعات المسلمين ، فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم " .
2- أن توحيد الأذان يمنع عشرات من المسلمين من ثواب هذه الشعيرة ، فقد جاء في فضل الأذان أحاديث كثيرة منها ما رواه مسلم عن معاوية أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : "المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة" ، وثبت في سنن النسائي عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم ، والمؤذن يغفر له بمد صوته ويصدقه من سمعه من رطب ويابس وله مثل أجر من صلى معه" ، وثبت في سنن أبي داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال :" الإمام ضامن , والمؤذن مؤتمن , اللهم أرشد الأئمة , واغفر للمؤذنين" .
3- أن الاذان الموحد ينافى التوحيد ، لان التوحيد بينه الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد جعل لكل مسجدا أذانا وفى كل مكان مسجدا ، فتوحيد المكان يخالف سنته صلى الله عليه وسلم .
4- إنّ فيه مخالفة للمتوارث بين المسلمين من تاريخ تشريعه في السنّة الأولى من الهجرة وإلى الآن ، بنقل العمل المستمر بالأذان لكل صلاة من الصّلوات الخمس ، في كل مسجد ، وإن تعددت المساجد في البلد الواحد .
5- إنه يفتح على المسلمين ، باب التلاعب بالذّين ، ودخول البدع على المسلمين ، في عباداتهم وشعائرهم ، لما يفضي إليه من ترك الأذان بالكليّة ، والاكتفاء بالتّسجيل أو النقل عبر المذياع .
6- وقد أفتى مجلس المجمع الفقهي الإِسلامي برابطة العالم الإسلامي ، المنعقد بدورته التاسعة ، في مكة المكرمة ، من يوم السبت 12/7/1406هـ بإن الاكتفاء بإذاعة الأذان في المساجد ، عند دخول وقت الصلاة ، بواسطة آلة التسجيل ونحوها ، لا يجرىء ولا يجوز في أداء هذه العبادة ، ولا يحصل به الأذان المشروع ، وأنه يجب على المسلمين ، مباشرة الأذان لكل وقتٍ من أوقات الصلوات ، في كلّ مسجدٍ ، على ما توارثه المسلمون من عهد نبيّنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الآن .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى . والله أعلم .
|