هداية الإنسان

[شعيب الجزائري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله دكتورنا الفاضل

سألني أحد الإخوة بخصوص هداية الإنسان هل الإنسان هو من يهدي نفسه أم الله ؟ فل وكان المولى عز وجل

لكنا جميعا معتدين على الطريق المستقيم ولم يكن هنالك يهود ونصارى ومسلمين وسمعت أن هنالك هدايتين

هداية الله وهداية الإنسان لنفسه هداية الله عز وجل تتمثل في توضيح الطريق المستقيم وهداية الإنسان لنفسه

تتمثل في اختيار الطريق ممكن توضيح بارك الله فيكم .

[د.المطيرات]

الهداية قسمان :
الأولى : هداية الإرشاد والبيان ، وهذه بيد الإنسان ومن فعله ، قال سبحانه عن نبيه صلى الله عليه وسلم : ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) أي تبين للناس وترشدهم إلى أمور دينهم .
الثانية : هداية التوفيق ، وهذه بيد الله تعالى وحده ، قال سبحانه : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) .
والإنسان خلقه الله سبحانه وأعطاه الاختيار في أن يسلك طريق الهداية أو الضلال ، قال سبحانه : ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) أي طريق الخير وطريق الشر ) ، وقال سبحانه : ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) .
فللانسان مشيئة واختيار ، لكن هذه المشيئة تحت مشيئة رب العالمين سبحانه ، كما قال عز وجل : ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) .
والذي يهم المسلم هو أنه يسعى للهداية وإصلاح نفسه ، فإن طريق الهداية يبدأ من تغيير النفس ، يقول سبحانه : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) .
أما خلق الناس مسلمين ويهود ونصارى وغيرهم فهذا من اختيار وتقدير الخالق العظيم سبحانه ، ونحن نثق بهذا الخالق العظيم أنه لا يفعل شيء إلا بحكمة وعدل سبحانه وتعالى . والله أعلم.