ما هي صفات الطائفة المنصورة ؟؟

[نبيــــل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا الشيخ أبو يوسف حفظك الله .
لقد كثرت الجماعات في الساحة وأحيانا لا ندري أيهما على الحق ؟؟ وأحيانا اتخوف من دخولي في 22 فرقة التي في النار ، فما هي صفات الطائفة المنصورة ؟؟ وماهي صفات الفرق التي في النار؟؟ وكيف تكون نظرتنا وتعاملنا لمن خالف الكتاب والسنة ؟؟
بارك الله فيكم .

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
قال صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله . رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم: إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، ولا تزال طائفة من أمتي منصورون ، لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة . صحيح رواه أحمد
ونحن وأنت نحاول جاهدين أن نكون منهم، خاصة ونحن في زمن الكل يدعي أنه منهم ، ولا نريد التفاخر بل نريد أن نكون منهم وكفى0هذه الطائفة يقول في تفسير أمرها ابن المبارك رحمه الله تعالى : هم عندي أصحاب الحديث .وقال البخاري: قال علي بن المدني: هم أصحاب الحديث .وقال أحمد بن حنبل: إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم ؟ .
فالطائفة المنصورة هم الذين يقدمون الحديث أي الدليل على الرأي وهذا رأي الجمهور0
و أهل الحديث حشرنا الله معهم لا يتعصبون لقول شخص معين مهما علا وسما ، حاشا محمد صلى الله عليه وسلم ، بخلاف غيرهم ممن لا ينتمي إلى أهل الحديث والعمل به فانهم يتعصبون لأقوال أئمتهم - وقد نهوا عن ذلك - كما يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم ، فلا عجب أن يكون أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية
يقول الخطيب البغدادي في كتابه "شرف أصحاب الحديث" :
" ولو أن صاحب الرأي شغل بما ينفعه من العلوم ، وطلب سنن رسول رب العالمين
لوجد ما يغنيه عن سواه ، لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد ، وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد ، وصفات رب العالمين ، والاخبار عن صفة الجنة والنار ، وما أعد الله فيها للمتقين والفجار ، وما خلق الله في الأرضين والسموات ..،وفي الحديث قصص الأنبياء وأخبار الزهاد والأولياء ومواعظ البلغاء ، وكلام الفقهاء ، وخطب الرسول ومعجزاته ، وفيه تفسير القران العظيم ، وما فيه من النبأ والذكر الحكيم ، وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم ، وقد جعل الله أهله "الحديث"
أركان الشريعة ، وهدم بهم كل بدعة شنيعة ، فهم أمناء الله في خليقته ، والواسطة بين النبي وأمته ، والمجتهدون في حفظ متنه ، أنوارهم زاهرة ، وفضائلهم سائرة ، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه ، وتستحسن رأيا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث ، الكتاب عدتهم ، والسنة حجتهم ، والرسول فئتهم ، واليه نسبتهم ، ولا يلتفتون إلى الآراء ، من كابدهم قصمه الله ، ومن عاداهم خذله الله " .
يدخل تحت هذه التسمية
كل من التزم بـالقرآن والسنة وإجماع الصحابة كان من أهل السنة والجماعة. فهذه هي الأصول المعصومة عندهم وما عدا ذلك فليس معصوما عندهم، بل كل يؤخذ من كلامه و يترك ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمقالات أئمتهم تابعة لسنة نبيهم وليست مقدمة عليها، وكل اجتهاد عندهم يعرض أولا على القرآن والسنة وفقه السلف الصالح رضي الله عنهم من الصحابة التابعين وأئمة العلم والدين قبل أن يقبل أو يرد.

ولذلك كان أهل السنة والجماعة هم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يجمعهم بلد واحد ، ولا ينتمون لعشيرة أو قبيلة معينة . ولا يحصرهم تحزب أو تجمع محدود أو محدد بل هم منتشرون في غالب البلاد أفرادا وجماعات لا يجمعهم تخصص معين بل فيهم المحدثون والفقهاء والزهاد والمجاهدون المقاتلون والدعاة الصابرون والعوام المقلدون والأمراء والسياسيون0
يقول النووي ( ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد و آمرون بالمعروف و ناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض ) .
والمسميات لا تهم ولكن الأصل هم أهل السنة ً ، دون إضافة الجماعة لحرصهم على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
وهم ( الجماعة ) فقط أخذاً من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن أبي عاصم وصححه الألباني - رحمه الله - : ( إن هذه الأمة ستفترق على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ) .
وهم ( السلف الصالح ) : وهذا وصف للسابقين منهم .وهم ( أهل الأثر ) : أي السنة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وهم ( أهل الحديث ) : لأنهم هم الآخذون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم . وهم ( الفرقة الناجية ) : لأنها تنحو من الشرور والبدع والضلالات في الدنيا ، وتنجو من النار يوم القيامة ، وذلك لاتباعها النبي صلى الله عليه وسلم .وهم ( الطائفة المنصورة ) : أي المؤيدة من الله - سبحانه وتعالى - .
قال ابن عبد البر :( جاء رجل إلى مالك فقال: يا أبا عبد الله أسألك عن مسألة أجعلك حجة فيما بيني وبين الله عز وجل . قال مالك : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ،سل . قال : من أهل السنة ؟ قال : أهل السنة الذين ليس لهم لقب يعرفون به ، لا جهمي ، ولا قدري ، ولا رافضي ) وهكذا يحدد الإمام مالك رحمه الله ويعرف أهل السنة بأنهم ليس لهم لقب يعرفون به إلا اللقب المسئول عنه ( أهل السنه).
ولذلك كان أهل السنه والجماعة هم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يجمعهم بلد واحد ، ولا ينتمون لعشيرة أو قبيلة معينة . ولا يحصرهم تحزب أو تجمع محدود أو محدد
و قد يختلف المجتهدون فيما بينهم على المسائل العلمية أو العملية دون أن يخرج الحق عن حدود جماعتهم لأن علمائهم و أئمتهم لا يخرجون على الأصل وهو الإتباع للقرآن والسنة 0
أهل السنة كغيرهم بشر عاديون فيهم الخطأ والفسق والمعصية ويختلط في جماعتهم الخير والشر ولكن كل خير في غيرهم فهو فيهم أكثر ، وكل شر فيهم فهو في غيرهم اكثر وأهل السنة لما كانوا هم أهل الهدى ودين الحق ولما كان الله قد وعد بنصرة هذا الدين وإظهاره على الدين كله كانوا هم أهل الطائفة المنصورة التي يظهرها الله على الحق فمنهم تخرج الطائفة الظاهرة بالقلم واللسان ومنهم تخرج الطائفة الظاهرة باليد والقتال أهل السنة والجماعة مهما وقع بينهم من خلاف داخل هذه الدائرة العامة الشاملة التي تجمعهم أفرادا وجماعات فهم ملتزمون بالجماعة محافظون عليها عاملون على جمع الشمل والائتلاف واستمرار الولاء العام لهذه الجماعة وعصمة الدم والمال والعرض واخوة الدين لكل فرد في هذه الجماعة .
جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن أبي عاصم و صححه الألباني – رحمه الله- : "إن هذه الأمة ستفترق على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة هي الجماعة" . و حينما سئل عن هذه الفرقة الناجية قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم و أصحابي (رواه الترمذي). وفي رواية أخرى قال : السواد الأعظم. و أهل السنة والجماعة هم أكثر الناس حرصا على اقتفاء منهج النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه ، وعامة المسلمين منهم لبقائهم على الفطرة ، فمنهم تكون الفرقة الناجية ، إن شاء الله.
والله أعلم